السبت، 3 أغسطس 2013

الحلقة السادسة والعشرون: الى الأولومبياد



بالرغم من أن حركة فيصل بطيئة بعض الشيء، فمازالت مشيته غير متزنة بشكل كامل، ويجد صعوبة بنسبة معينة أثناء الجري، ونادراً ما يتمكن من صعود الدرج والنزول منه بلا مساعدة، إلا أنه لا يجد أياً من ذلك عائقاً يحبطه أثناء لعبه مع أقرانه سواءً في المدرسة، أو النادي، أو اللقاءات العائلية.

فعندما بدأت شخصية فيصل الذكورية تتشكل من خلال حركته في المنزل، وشقلباته وحركاته البهلوانية التي يستعرض بها أمام أخوته، أردت توظيف ذلك ضمن رياضة معينة ليتبناها فيصل كهواية يمارسها ليفرغ بها طاقاته، ولتحافظ على صحته، ولياقته، ولكي تسهم في المحافظة على مستوى معنوياته المرتفعة.

السباحة:
جربت مع فيصل عدة رياضات، بدأناها بالسباحة في عمق قصير، بحيث يستطيع الوقوف على قدميه داخل حوض السباحة، و ان يتمكن من الحركة بأريحية داخل المسبح حتى يألفه، وسرعان ما فعل!
 خضع فيصل لعدة دروس في السباحة مع مدربة متخصصة، علمته فيها أساسيات السباحة ومبادئها الصحيحة، إلا أن فيصل لم يكن متحمساً لما تعلمه اياه المدربة، فقد كان مفتوناً بشيئ آخر، يتحين الفرص لمزاولته، كان فيصل مغرماً بالغطس، فقد كان يطلب مني أن أعد له الثواني أثناء غطسه، فيغطس 5 ثوان، ويخرج رأسه متلهفاً لمعرفة الوقت، فأخبره بأنه غطس 10 ثوان! فيتلفت متفاخراً مستعرضاً انجازه الصغير امام من هم حوله، ثم يضحك مغتبطاً، ويعيد الكرة مرة بعد مرة، حتى خشيت عليه.

الدراجة:
قرأت عن أهمية ركوب الدراجة لذوي الصلب المشقوق؛ وذلك لما لها من دور مباشر في تقوية عضلات الفخذ الداخلية والتي تمرن قدمية، لتسهم في تطوير مشيته وتحسينها، كانت أول دراجة ركبها فيصل عندما كان عمره سنتين، وكانت على شكل سيارة بأربع عجلات، فيركب الدراجة واضعاً قدمية على الأرض ثم يبدأ يحرك السيارة ماشياً على قدميه.

عندما كبر قليلا أحضرنا له دراجة بثلاث عجلات، و لكنه لم يتقبل فكرتها في البداية، و مع التدريب أصبح يقضي وقتاً ممتعاً عليها.

الكاراتيه:
تحمس فيصل للعب الكاراتيه بعد برنامج تلفزيوني شاهده، فألحقناه مع أخيه الأكبر محمد  – 10 سنوات – لنادي يدرب الأطفال على الكاراتيه، و قد وجد في تلك الرياضة مساحة أكبر للتنفيس عن طاقته وحركاته الشقية، فيعود للمنزل منهكاً خائر القوى، متفاخراً بحزامه الأول (الأبيض).
ما زلت أعرّض ابني لأنواع متعددة من الرياضات، وذلك لإتاحة الفرصة له لإنتقاء ما يناسبه وما يرغب أن يمارسه، و ربما كانت المحطة القادمة الأولمبياد، من يعلم؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق