الأحد، 14 يوليو 2013

الحلقة الحادية عشر: بداية الرحلة


كانت الخطة كالتالي:
1.   إجراء عملية الولادة.
2.   الكشف على الوليد وفحصه استعداداً لعملية إغلاق الفتحة التي في الظهر.
3.   إجراء العملية صباح اليوم التالي.
4.   ومن ثم إجراء عملية لزرع جهاز تصريف السوائل في الرأس(الإستسقاء الدماغي) لاحقاً حسب الحالة الصحية للطفل.

بعد ما تم شطب المرحلتين الأوليتين من الخطة، أجريت كامل الإستعدادات للمرحلة الثالثة، وهي إجراء العملية للصغير.

عندما كنت أستفسر من الأطباء عن العملية التي ستجرى لصغيري كانوا يطمئنوني، ويخبروني كم أن  ابني من المحظوظين، إذا أن الطبيب الذي سيجري له العملية هو كبير الجراحين وأكثرهم خبرة في هذا المجال، وهي آخر عملية له قبل تمتعه بإجازته السنوية والتي تمتد إلى شهر كامل.

 ولكن حدث مالم يكن في الحسبان، فبعدما تم تصويم الصغير لمدة 24 ساعة، وإستعداد الحضانة في العناية الفائقة لإستقباله، وإنهاء كافة الإجراءات اللازمة لإجراء العملية، إلا أن طبيب التخدير عندما حضر لم يجد توقيع طبيب القلب على استعداد الطفل الصحي وقدرته على الخضوع للعملية، مما اضطره إلى إن يلغي العملية خصوصاً وأن طبيب القلب لم يكن متواجداً في حينها، و سافر الطبيب الخبير والمتمرس، تاركاً صغيري بظهر مفتوح، ينظر إليه باقي الأطباء وهم يطقطقون مفاصل أصابعهم.

بعد مرور أسبوع، قرر الطبيب الذي كان يحل محل الطبيب ذو الخبرة أن يجري العملية بنفسه لفيصل، فحالة الطفل لم تعد تتحمل تأخيراً أكثر من ذلك، وبالفعل تم اتخاذ اللازم لإجراء العملية في وقت وجيز، وقبل بدء العملية، تقدم الطبيب الذي سيجري العملية إلى زوجي، وشرح له ماسيتم إجراءه للصغير داخل الغرفة خلال الساعات القادمة، وماهي النتائج المتوقعة والمرجوة من هذه العملية، وختم حديثه بأن أعرب عن أسفه، وحزنه لأن الصغير لم تسنح له الفرصة لأن يجري العملية على يد الطبيب الأكثر خبرة، فهو بنفسه تدرب على يديه، ولكن قدر الله وما شاء فعل.

أجريت العملية للصغير، وتلته عملية أخرى بعد أسبوع لزراعة جهاز تصريف السوائل(الإستسقاء الدماغي) في رأسه الصغير، وفي الوقت الذي كان فيه كل المواليد يرضعون الحليب من صدور أمهاتهم الدافئة، وينعمون بالحنان والطمأنينة والأمان، كان يُضخ لصغيري مسكّن المورفين من مضخة حديدية باردة، بينما هو مُلقى في حضن فراش جاف، فاقداً للوعي الذي لم يتمتع به منذ أن وعى على هذه الدنيا.




*هذه الصورة ليست للطفل فيصل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق