عندما
بدأت صحة فيصل تتحسن، وبدأت أيام تنويمه في المستشفى تتباعد، بدأت أستعيد حياتي
الطبيعية، وبدأ فيصل بالإنخراط في روتين العائلة، حيث امتلك كرسيه الخاص على طاولة
الطعام كفرد مستقل في العائلة.
قبل
تمام عامه الثاني بدأ فيصل بالبرنامج التأهيلي والمتمثل بالعلاج الطبيعي لمساعدته
على النمو، وممارسة حياته بشكل طبيعي، وكان الهدف الأول من العلاج الطبيعي لفيصل هو
تطوير قدرته على المشي، وذلك في أحد المراكز الحديثة والمتخصصة بذلك، و فيه انضم
فيصل لفصول دراسية جمعته بأصدقاء جدد للمرة الأولى.
كان
لدخول فيصل في الفصول التعليمية التابعة للمركز دوراً كبيرا لتنمية قدراته الإجتماعية،
وتطوير مهارات التواصل لديه، حيث كانت المرة الاولى التي يختلط فيها باطفال في نفس
عمره من خارج دائرة العائلة والاصدقاء، فكوّن صداقات عدة، ولفت انتباه الجميع
بظرافته وخفة ظلّه، وتم ترشيحة ليمثّل المجموعة في أحد المحافل حيث قدم باقة الورد
لضيف الشرف وهو لم يتجاوز الثالثة من عمره، فتقدم الى الضيف مستخدماً جهازاً
مسانداً، وعرّف بنفسه وقدم الورود له.
لم
يكن فيصل قادراً على المشي عندما التحق بالمركز، و لكنه خلال أشهر قليلة، وضمن
برنامج تأهيل مكثف، وبأشراف مختصون رائعون، استطاع أن يقوم بأولى خطواته مستخدماً
الأجهزة الداعمة والمساندة والتي كانت نقطة الإنطلاق لديه، وما لبث حتى أستغنى عن
تلك الاجهزة، وأصبح يعتمد على نفسه بالمشي، ولم يأت ذلك في ليلة وضحاها؛ بل بعد
انتظام كامل في برنامج مكثف من العلاج الطبيعي والتمارين التي يقوم بها في المنزل
لتعزيز تأثير العلاج الذي يتلقاه صباحاً في المركز.
مقياس صحة فيصل لدي
هو قدرته على المشي، فعندما أجده يمشي بصعوبة، أو يجلس على الأرض ويطلب المساعدة
من الآخرين للانتقال من مكان إلى آخر، أدرك أن هناك خطب ما، وأن حرارته سترتفع
قريباً، فأول البوادر دائما هي ضعف قدرته على المشي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق