الخميس، 4 يوليو 2013

الحلقة الأولى: الحياة قبل فيصل


لم تكن شهادتي في الكيمياء العامة من جامعة الملك سعود سوى وثيقة أسمنت ملفاً أزرقاً يقبع في أعلى درج من دولابي، فأنا لا أتذكر يوماً بحثت فيه عن وظيفةٍ، أو تذمرتُ فيه لأني لست موظفة، بل على العكس تماماً؛ كنت ممتنة لما أنا عليه، فلم أكن أجد لنفسي مكاناً في هذا العالم أفضل من أن أكون في بيتي و بين أطفالي، فأنا أعمل بوظيفة "اُمٍ" بدوامٍ كامل، حيث أجد متعة في تفاصيل كل يوم معهم، إبتداءً من مراسم الذهاب الى المدرسة، مروراً بحروب الواجبات، إلى هدنات ما قبل النوم إستعداداً ليوم حافلٍ جديد، فنسدل ستار ذلك اليوم بأغطية الفرش ننفضها عالياً، لتهبط على أجسادٍ صغيرة أنهكت من عناء يوم طويل، فتغمض الجفون، ويحل السكون، أختلي بعد ذلك بنفسي بعضاً من الوقت، أسترجع خلاله ذكرى مغامرات صغيراتي ومواقفهن لذلك اليوم التي أغرقتني في الضحك أوقات كثيرة.

في الحقيقة؛ لا أعرف كيف أصف نفسي، وحياتي بدقة قبل فيصل، ولكني لم أكن أنا كما أنا اليوم، كنت مختلفة كثيراً، فقد كنت أكثر حساسية، خجولة وسريعة الإستسلام، أبحث دائماً عن السلام وأتجنب الصدام حتى وإن أفقدني ذلك حقي أو بعضاً منه، وكنت كثيراً ما أقدم الأخرين على نفسي و لا أحاول أن أبين ألمي لذلك.

سعادتي أجدها تحت سقف بيتي الصغير الذي يحتويني بحميمية الدنيا مع زوجي و رفيق دربي، وبناتي تاله وعبير ودانه، وأصغرهم ابني محمد.

حياتي كانت هادئة جداً، وأمورها سلسلة، لا أعلم ان كانت فعلاً سلسة وسهلة، أم أني أراها كذلك الأن!

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق