الخميس، 18 يوليو 2013

لحلقة الخامسة عشر: د. أُم...



يدخل الأطباء ويلقون نظرة على فيصل، ويتبادلون أحاديثاً باللغة الإنجليزية تتخللها مصطلحات أسمعها لأول مرة في حياتي، فأشعر بالإرتباك، والعجز، وعندما أسألهم عن حالته؛ فإنهم يطمئنوني مؤكدين بأن كل شيء على ما يرام، وحالة فيصل مستقرة.

ولكن غريزة الأمومة لدي تأبى إلا أن تعرف كل مايتعلق بصغيري، ولأن الحاجة أم الأختراع؛ طلبت من ابنتي تاله أن تحضر لي دفتراً، وقلماً، وقاموس للغة الإنجليزية، وباشرت بكتابة الكلمات الشائعة الإستخدام بين الأطباء و التي مازالت عالقة في ذاكرتي؛ و أحاول ترجمتها للعربية.

 لم تكن العملية سهلة، فقد كنت أكتب الكلمة الإنجليزية بحروف عربية، ثم أبحث عن طريقة كتابتها وإملائها الصحيح بالإنجليزية، وبعد ذلك أبحث عن المعنى باللغة العربية.

أصبحت أتحين دخول الأطباء، وأصغي إليهم بكل اهتمام، محاولة فهم كل ما يقال، وأدون كل كلمة تدور بينهم ولا أعرف معناها، لكي ابحث عنها لاحقاً في قاموس اللغة الإنجليزية، أو في الإنترنت إن لم أجدها في القاموس.

مع تكرر الزيارات أصبحت أكثر أطلاعاً، وأكثر فهماً، وكنت لا أتردد عن القيام بأي شي قد يدعم معرفتي واطلاعي، حتى أني لا أتورع عن أطرح بعض الأسئلة على الأطباء فقط لكي أتأكد من أن إجابتهم تتطابق مع ما فهمته من حواراتهم السابقة.

 أصبحت كمن أصيب بهوس ما، كان نتيجته قاموساً لكل الكلمات الطبية المستخدمة والتي لها علاقة بالصلب المشقوق، أشارككم جزء بسيطاً من قاموسي في ملحق خاص لهذا الكتاب.

بما أني صنعت قاموساً(ذاتياً) بالمصطلحات الطبية، أصبحت أستخدم تلك المصطلحات عفوياً، لاسيما وأني قرأت الكثر مما كتب عن الصلب المشقوق، مما جعلني أكثر ثقة لأن أستقبل معلومات عنه أو أشاركها، فعندما أحصل على تشخيص معين لحالة كان يمر بها ابني؛ فإني أعرف ماهي بالضبط، و ما لذي تسبب بها، وماهي الخيارات المطروحة للعلاج.

في أحد الأيام تحادثت مع أحد الأطباء عن حالة فيصل، وتطرقنا لبعض التفاصيل الدقيقة في الحالة والتي وجدت نفسي أتعامل معها بسهولة تامة، وأطرح أسئلة وجدها الطبيب دقيقة جداً ومتخصصة، مما جعله يقاطعني بسؤال وجهه لي: عفواً... حضرتك دكتورة؟؟؟
فجاوبته أن لا، أنا مجرد أم.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق