الأربعاء، 17 يوليو 2013

الحلقة الرابعة عشر: عبير في المستشفى ...



في الوقت الذي كنت أرافق فيه فيصل في المستشفى، كان زوجي وأبنائي يقضون أوقاتهم محاولين سد الفراغ الذي تركه غيابي عنهم، فقد كانت تلك المرة الأولى في حياتي وحياتهم التي لا نقضي العيد فيها سوياً، كان ثمن بقائي مع فيصل غالياً، و في حينها لم يكن لدي خيار آخر.

مثّل لي بعد صغاري عني في تلك الفترة ضغطاً نفسياً إضافياً، فحالة فيصل الصحية ونوبات انقطاع التنفس التي تتردد عليه كفيلة بأن تقتلني من التوتر الناتج عن شدة التركيز والقلق.

في هذه الأثناء كانت ابنتي عبير تشكو من ألم في بطنها، وحرارتها ترتفع تدريجياً، فقلقت عليها عندما علمت بذلك، ولكن زوجي كان يطمئنني باستمرار، ويحاول تبسيط الامور في عيني دائماً.

ذات مساء خرجت عبير من غرفتها متجهة إلى غرفة والدها وهي تبكي من ألم حاد في بطنها، والذي عجزت المسكنات عن إسكاته، فما كان منه إلا أن أسرع بها إلى المستشفى، وهناك تم تشخيص حالة ابنتي بأنها تعاني من إلتهاب حاد في الزائدة الدودية مما يستدعي لإجراء عملية استئصال لها في الحال.

 اُدخلت ابنتي للعمليات في أحد المستشفيات، وكنت انا وفيصل في مستشفى آخر، وللقارئ أن يتخيل الوضع النفسي الذي كان زوجي يرزح تحت وطأته...

لم أعلم بتلك التطورات فقد أخفيت عني تلك التفاصيل حفاظاً على مشاعري وأعصابي، فقد رافقت أختي الكبيرة ابنتي عبير في المستشفى، حيث كانت معها منذ أن تقرر لها إجراء العملية، وكانت أختي تحاول أن تمثل أنها في المنزل مع ابنتي عندما تهاتفني، فلم أعلم عن عملية ابنتي إلا عندما خرجت من المستشفى، شعرت بالصدمة التي شابها بعضاً من الخوف والغضب الذي سرعان ما زال وحل محله الإرتياح فابنتي ها هي أمامي ترفل بالصحة والعافية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق